الاثنين، 22 أبريل 2013
كيف تدير وقتك
إن إدارة الوقت بالطريقة الصحيحة هو أفضل الطرق
لزيادة إنتاجية الأفراد و إتمامهم لواجباتهم دون الدخول في دوامة الفوضى و
الوقوع في شرك الإهمال و عليه كانت هذه بعض الممارسات التي تساعدك في إدارة
وقتك :
- وضع أجندة أولويات للأنشطة التي يتعين القيام بها .
- أداء الأعمال وإنجاز المهام التي تحقق الإشباع .
- إحداث التوازن بين أنشطة الفرد وأنشطة الآخرين .
- عدم تضييع الوقت في الأنشطة الغير مهمة .
أما المكونات الرئيسية لمهارة إدارة الوقت فهي
1- التخطيط : وهي تخطيط الوقت من أجل الاستخدام الأمثل للموارد في وقت محدد .
2- الانضباط : أساسه عادات الانضباط الذاتي وتطور العادات الجيدة للعمل .
3- التنظيم : يقتضي دراسة المهام التي يجب أن تنجز بعناية وتنظيم مراحل إنجازها .
1- ممارسات تخطيط الوقت:
- حدد الأولويات للنشاطات .
- إنجاز مهام توفر وقتا وجهدا في المستقبل .
- حدد الفترات الزمنية المطلوبة لكل نشاط .
- ضع جدولا وخططا زمنية مرنة , مع تطويرها إن جد طارئ .
2- الانضباط :
- لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد .
- لا تتورط في مقاطعات غير ضرورية مثل المكالمات الهاتفية .
- في عملك اكتب وتحدث بإيجاز لمنع ضياع الوقت .
3- ممارسات التنظيم:
- دمج النشاطات كلما أمكن ذلك .
- توزيع الأدوار وتحديد المهام والمسؤوليات .
- تركيز الجهود على المهارات والمهام الرئيسية كلما أمكن ذلك .
- حدد المشكلات أو الأنشطة التي يمكن أن تستغرق وقت .
مقطع فيديو معبر عن إدارة الوقت
الأحد، 21 أبريل 2013
حياتك من صنع أفكارك
كثيرون منا قرأوا أو سمعوا باسم كتاب " دع القلق وابدأ الحياة "
للمؤلف " ديل كارنيجي " ، الذي اختار لأحد فصوله عنوان " حياتك من
صنع أفكارك " ..
فإذا راودتنا أفكار سعيدة أصبحنا سعداء ، وإذا سيطرت علينا أفكار التعاسة
غدونا أشقياء !
وإذا تملكتنا أفكار الخوف أو المرض فغالباً سوف نصبح مرضى أو جبناء
نشعر بالذلة !
وإذا فكرنا في الإخفاق أتانا الفشل سريعاً !
وإذ دأبنا نتحدث عن متاعبنا ونندب حظنا ، ونرثي لأنفسنا فسوف يهجرنا
الناس ويتجنبون صحبتنا ، فكل واحد عنده ما يكفيه من المتاعب
والمشكلات !
ثم يقول :
أعرف رجالاً ونساءً بوسعهم إقصاء القلق والمخاوف والأمراض ، بل
حولوا مجرى حياتهم تحويلاً شاملاً عن طريق " تحويل أفكارهم " ..
الإيحاء الذاتي
هذا مبدأ قديم وهو " تاثير الأفكار في حياة الإنسان " ، وهذا ما يعرف في
علم النفس ب " البرمجة العصبية اللغوية " أو ال " Nlp " .
تحدث الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله عن " الإيحاء الذاتي " في كتابه "
الفوائد " ، وقال : إن صلاح الأفعال والعادات مبني على صلاح الخواطر
والأفكار ، وردُ الأفكار الخاطئة وإبعادها عن الذهن منذ البداية أيسر من
قطعها بعد أن تصبح عادة مستحكمة " .
إن قوة الإيمان والعقل والحكمة تعين الإنسان على اختيار أحسن تلك
الخواطر والأفكار ، وعلى دفع السيئ منها .
الأفكار الضارة والنافعة :
هنا يثور سؤال مهم : كيف نزرع الأفكار النافعة ، ونقتلع الأفكار الضارة ؟
الفكرة الضارة تُقتلع بزرع فكرة نافعة مضادة لها . فأفكار الخوف نعارضها
بإفكار الشجاعة ، وأفكار القلق بأفكار الاطمئنان ، وأفكار التردد بأفكار
الإقدام ، وافكار ضعف الثقة بالنفس بأفكار قوة النفس والثقة بها ،
وهكذا ...
أما الأفكار النافعة فمن أفضل وسائل زراعتها بعد الدعاء المخلص وصدق
اللجوء إلى الله تعالى : اختيار عبارة قصيرة معبرة تكون بصيغة المتكلم
ولا يكون فيها نفي ولا استقبال .
مثال ذلك : رجل يريد الإقلاع عن التدخين ، يكتب على ورقة صغيرة : (
لقد أقلعت عن التدخين والحمد لله ) . ويردد هذه العبارة خمس دقائق في
الصباح ومثلها في المساء ، بتركيز وإيمان ، ويوحي لنفسه بأنها تحققت ،
ويتخيل نفسه قد تخلص من هذه الآفة وتحسنت صحته .
أما لماذا ينبغي أن تخلوا العبارة من " النفي والاستقبال " فلأن العقل
الباطن لا يمكن برمجته إلا بالتوكيدات كما وُجد بالتجربة .
تطبيقات عملية :
* إنسان مريض أخذ بأسباب التداوي والعلاج ، وألحّ في الدعاء : يُنصح أن
يكتب بخط كبير " وإذا مرضت فهو يشفين " . ويعلقها في غرفة نومه مثلاً
، ويرددها كل يوم صباحاً ومساءً مع الإيمان العميق بها .
* إنسان واجهته قضية حيرته ولا يدري ماذا يفعل ؟ ! يُنصح أن يكتب بخط
كبير : " وأفوض أمري إلى الله " ثم يتبع الخطوات المذكورة .
* إنسان تنازعه نفسه أن يستثمر ماله في مشاريع فيها بعض الشبهات ،
أن يكتب قوله تعالى : " يمحق الله الربا ويربي الصدقات " ويردده حتى
تنصرف نفسه عما فيه شبهة إلى ما هو متيقن من حله .
* طالب تُغريه الصوارف عن المذاكرة ويراوده الكسل وحب الراحة يكتب
مثلاً قول الشاعر :
لا تحسب المجد تمراً أنت آكلهُ *** لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
* سيدة تشكو من زيادة وزنها ، تُنصح بأن تقرأ مقالات علمية عن أضرار
السمنة وعن الغذاء الصحيح ، وضرورة ممارسة الرياضة .
وتكتب عبارات مثل : " أنا أكره الدهون والحلويات " ، " لقد تخلصت من
وزني الزائد " ، " أنا أمشي كل يوم " . حينما تُبرمج عليها عقلها الباطن
يظهر أثرها بعد ذلك في سلوكها بإذن الله .
تلك لمحاتٌ يسيرة عن أثر " الأفكار " في حياة الإنسان في حالاته النفسية
والجسمية والعاطفية والصحية و الاجتماعية ، عسى أن يجد القارئ فيها
نفعاً .
السبت، 20 أبريل 2013
حدد هدفك علي طريق النجاح
من أهم مفاتيح النجاح هو تحديد الهدف. من المعلوم أن علم التطوير الذاتي ما زال
حديث عهد بالبيئة العربية، رغم أن الغرب قام ببلورته منذ زمن بعيد. ومن مبادئ هذا
العلم، أنك لكي تحقق النجاح، فلابد أن تحدد هدفك بوضوح وبدقة، وأن تضع الزمن
المناسب لتحقيق هذا الهدف. ولكي يكون الهدف قابلا للتحقيق، فلابد أن يكون واقعيا،
متناسبا مع قدراتك.
وقال لاعب فريق اليانكيز (نيويورك) للبيسبول ومديره ذات مرة: " إن كنت لا تعرف هدفك، فسوف تصل إلى طريق آخر – لا ترغب فيه "!! وتخيل معي لاعبان في مباراة لكرة القدم، نزل أحدهما إلى الملعب، وهو لا يفكر إلا في تسجيل هدف، فكلما جاءته إحدى التمريرات من أي زميل له، فهو يصوبها إلى مرمى الخصم، وأما الآخر، فنزل إلى الملعب وكل هدفه مراوغة لاعبي الفريق الآخر، فكلما جاءته إحدى التمريرات من زميل له، أخذ يراوغ كل من يقابله من لاعبي الفريق الآخر! فأيهما ينجح في الوصول إلى مرمى الفريق الآخر وينجح في تسجيل الهدف؟ وأيهما يكون أكثر شهرة وشعبية من الآخر؟ بالطبع اللاعب الأول، الذي وضع في اعتباره تسجيل الهدف، وكرّس لعبه لتحقيق هذا الهدف!!
وتخيل أيضا سفينة تسير في البحر، ثم قامت عاصفة شديدة، أعقبها هطول أمطار كثيفة، فأخذت الأمواج تتجاذبها بشدة من كل مكان، وأصبحت السفينة مثل ورقة صغيرة في مهب الريح! إن البوصلة في هذه الحالة هي التي ستنقذ السفينة من الضياع. إن هدفك هو هذه البوصلة الذي يجب عليك تحديده والتمسك به. فكما تهدي البوصلة ربان السفينة لكي ينقذ سفينته من الضياع وسط ظلام الأمواج المتلاطمة والرياح العاتية والأمطار المنهمرة، فإن هدفك هو الذي يحدد لك الاتجاه الصحيح الذي يجب عليك السير فيه!!
وتذكر دائما، أنه: " إذا كانت لك غاية، فلن تعدم الوسيلة المناسبة لتحقيق تلك الغاية ". وتذكر مقولة نابليون بونابرت: " إن الرجل الذي عقد النية على الفوز، لا ينطق بكلمة مستحيل ". ومعنى عقد النية على الفوز هنا: أي حدد هدفه، وتحرك في سبيل تحقيقه!! ويقول فرانكلين روزفلت في هذا الصدد: " تحديد أهدافك ثروة لا تقدر بثمن، لأن فيها تحديد لحياتك كلها ".
ومن التجارب الطريفة مع موضوع تحديد الهدف، أنني كنت أنصح أحد الزملاء ذات مرة بضرورة تحديد هدف له في الحياة. وفوجئت به يحكي لي عن تجربته، فقال:
كان كثير من زملاء الدراسة يحثونني على ضرورة تحديد هدف، مع ضرورة كتابته. ولم أكن ألتفت لهذا الأمر ... إلى أن فكرت ذات مرة، وقلت لنفسي: ولمَ لا أحدد لنفسي هدفا مكتوبا؟ وقد كان، فكتبت في ورقة صغيرة: هدفي أن أكون الأول على دفعتي. ووضعت هذه الورقة فوق مكتبي. فكنت كلما أردت أن التفت عن المذاكرة إلى شيء آخر، أجد هذه الورقة أمام عيني، فأقول في نفسي: من أراد أن يكون الأول، فعليه بعدم اللعب، والاهتمام بالمذاكرة ... فأعود إلى المذاكرة ثانية ... إلى أن جاءت الامتحانات، ثم ظهرت النتيجة، وكنت بالفعل الأول على دفعتي!!!
واترك إحدى الأخوات تعبر عن نفسها مع تحديد الهدف الخاص بها: عزمت يوما ما على تحديد الهدف الذي لم أكن والله يوما ما أحلم أو أفكر به ... لكن فجأة - وبعد رؤيا عظيمة رأيتها - قررت أن أحفظ القرآن! ووضعت نصب عيني بأن أبدأ مع هدفي، ولكن كيف؟ وفجأة أحسست بأن هناك إرادة وعزيمة قوية لم أكن أعرفها من قبل، وقررت حينها أن أحفظ كتاب الله مع التفسير, ووضعت خطة أسبوعية بأن لا يقل حفظي في الأسبوع عن حزب كامل مع التفسير, وأن أترك الكتابة والمطالعة التي كانت كل هدفي وطموحاتي, وبحمد الله استطعت أن أصل إلى هدف رسمته بفضل من الله ونعمة كبيرة عليّ, وأسأل الله أن يثبته في قلبي قولا وسلوكا وعملا. فالإرادة والعزيمة والإيمان بالله والتوكل عليه هي أهم مفاتيح النجاح!!!
وتذكر دائما: أنه إن لم يكن لك هدف محدد خاص بك، فسوف تعيش في أهداف الآخرين!!! فلماذا تترك نفسك فريسة لسيطرة الآخرين عليك، دون أن تقوم أنت بالسيطرة على نفسك بتحديد أهدافك؟ إن المرؤوسين الذين يعيشون في خنوع، يرددون مقولة " أنا عبد المأمور "، ليسوا في واقع الأمر إلا فاشلين، لأنهم لم يحددوا لأنفسهم أهدافا، وتركوا الأمور لمدرائهم يفعلون بهم ما يشاءون. أما الإنسان الذي لديه هدفا واضحا، فلن يرضخ لأية رغبة غير صحيحة، طالما لا تتماشى مع هدفه الذي يريد تحقيقه!!
يقول علماء التطوير الذاتي: قلما نجد من قام بتحديد هدفه، وفشل في تحقيقه!! أما بدون الإحساس بالهدف، فإننا ضائعون. فهذه دعوة للجميع، ومن الآن، بكتابة الهدف الذي يسعون إلى تحقيقه، والاستعانة بالله على ذلك، وسوف يحقق الله هذه الأهداف ما دامت النوايا خالصة لوجهه الكريم، بإذن الله.
ومن المستوى الفردي إلى مستوى المؤسسات والمنظمات. فأي مؤسسة أو منظمة – سواء عامة أو خاصة أو غير هادفة للربح – لابد لها من تحديد الهدف من وجودها بدقة، حتى تستطيع البقاء في السوق ومنافسة غيرها من الشركات! ولننظر مثلا إلى بعض من المؤسسات العامة القائمة الآن، نجد أنها فقدت الهدف الذي أنشئت من أجله، ولذلك فلم تعد تقوم بالدور الذي كان مرسوما لها القيام به وقت إنشائها! وهذا ما يحتم على مثل هذه المؤسسات أن تقوم بإعادة صياغة هدفها وطبيعة الدور الذي يجب لها أن تقوم به – إذا أريد لها البقاء في عالم الوجود!!
فلا يعقل أن تكون المؤسسات التي قامت لتخدم أهداف النظام الاشتراكي مثلا في إحدى الدول، أن تظل موجودة، وتحت نفس المسمى، إذا ما قامت الدولة بتغيير نظامها إلى النظام الرأسمالي مثلا!! فإذا كانت الدولة قد أنشأت بنكا – على سبيل المثال – لتمويل استثمارات الخطة الخمسية، وقت أن كانت تنهج مبدأ التخطيط المركزي، فمن غير المعقول أن يظل هذا البنك موجودا، دون تغيير مسماه أو الهدف من وجوده، إذا ما انتهجت الدولة العمل بمبادئ السوق الحر!! وإذا كان أحد الأجهزة قد أنشئ " للتعبئة العامة " وقت أن كانت الدولة تسير بمبدأ التخطيط المركزي، فلا يعقل أن يظل هذا الجهاز في ظل العمل بمبادئ السوق الحر تحت نفس المسمى أو الهدف!!! وهكذا!
نخلص من هذا أن القائمين على المؤسسات - على مختلف أنواعها – يجب أن يقوموا بتحديد دقيق للهدف المنوط بها، من أجل أن يتضح للعاملين طبيعة الدور الذي يكون عليهم القيام به، في سبيل تحقيق هذا الهدف.
أما في حالة عدم القيام بذلك، فلا ينتظر من أية مؤسسة تحقيق أي هدف منها يسهم في عملية التنمية التي تضطلع بها الدولة، بل ومن الممكن أن يكون دورها معوقا لعملية التنمية هذه. كما أن ذلك سيدفع كل فرد من موظفي المؤسسة – وبسبب من غياب الهدف العام لمؤسستهم – إلى السعي لتحقيق أهدافهم الخاصة على حساب أهداف المؤسسة ككل!! كما أن غياب الهدف يؤدي لتزايد الفساد، حيث لن يكون معلوما الهدف الحقيقي من عمل المؤسسة، ومن هنا فلن يخضع هذا العمل لمعايير المحاسبة والمساءلة.
وقال لاعب فريق اليانكيز (نيويورك) للبيسبول ومديره ذات مرة: " إن كنت لا تعرف هدفك، فسوف تصل إلى طريق آخر – لا ترغب فيه "!! وتخيل معي لاعبان في مباراة لكرة القدم، نزل أحدهما إلى الملعب، وهو لا يفكر إلا في تسجيل هدف، فكلما جاءته إحدى التمريرات من أي زميل له، فهو يصوبها إلى مرمى الخصم، وأما الآخر، فنزل إلى الملعب وكل هدفه مراوغة لاعبي الفريق الآخر، فكلما جاءته إحدى التمريرات من زميل له، أخذ يراوغ كل من يقابله من لاعبي الفريق الآخر! فأيهما ينجح في الوصول إلى مرمى الفريق الآخر وينجح في تسجيل الهدف؟ وأيهما يكون أكثر شهرة وشعبية من الآخر؟ بالطبع اللاعب الأول، الذي وضع في اعتباره تسجيل الهدف، وكرّس لعبه لتحقيق هذا الهدف!!
وتخيل أيضا سفينة تسير في البحر، ثم قامت عاصفة شديدة، أعقبها هطول أمطار كثيفة، فأخذت الأمواج تتجاذبها بشدة من كل مكان، وأصبحت السفينة مثل ورقة صغيرة في مهب الريح! إن البوصلة في هذه الحالة هي التي ستنقذ السفينة من الضياع. إن هدفك هو هذه البوصلة الذي يجب عليك تحديده والتمسك به. فكما تهدي البوصلة ربان السفينة لكي ينقذ سفينته من الضياع وسط ظلام الأمواج المتلاطمة والرياح العاتية والأمطار المنهمرة، فإن هدفك هو الذي يحدد لك الاتجاه الصحيح الذي يجب عليك السير فيه!!
وتذكر دائما، أنه: " إذا كانت لك غاية، فلن تعدم الوسيلة المناسبة لتحقيق تلك الغاية ". وتذكر مقولة نابليون بونابرت: " إن الرجل الذي عقد النية على الفوز، لا ينطق بكلمة مستحيل ". ومعنى عقد النية على الفوز هنا: أي حدد هدفه، وتحرك في سبيل تحقيقه!! ويقول فرانكلين روزفلت في هذا الصدد: " تحديد أهدافك ثروة لا تقدر بثمن، لأن فيها تحديد لحياتك كلها ".
ومن التجارب الطريفة مع موضوع تحديد الهدف، أنني كنت أنصح أحد الزملاء ذات مرة بضرورة تحديد هدف له في الحياة. وفوجئت به يحكي لي عن تجربته، فقال:
كان كثير من زملاء الدراسة يحثونني على ضرورة تحديد هدف، مع ضرورة كتابته. ولم أكن ألتفت لهذا الأمر ... إلى أن فكرت ذات مرة، وقلت لنفسي: ولمَ لا أحدد لنفسي هدفا مكتوبا؟ وقد كان، فكتبت في ورقة صغيرة: هدفي أن أكون الأول على دفعتي. ووضعت هذه الورقة فوق مكتبي. فكنت كلما أردت أن التفت عن المذاكرة إلى شيء آخر، أجد هذه الورقة أمام عيني، فأقول في نفسي: من أراد أن يكون الأول، فعليه بعدم اللعب، والاهتمام بالمذاكرة ... فأعود إلى المذاكرة ثانية ... إلى أن جاءت الامتحانات، ثم ظهرت النتيجة، وكنت بالفعل الأول على دفعتي!!!
واترك إحدى الأخوات تعبر عن نفسها مع تحديد الهدف الخاص بها: عزمت يوما ما على تحديد الهدف الذي لم أكن والله يوما ما أحلم أو أفكر به ... لكن فجأة - وبعد رؤيا عظيمة رأيتها - قررت أن أحفظ القرآن! ووضعت نصب عيني بأن أبدأ مع هدفي، ولكن كيف؟ وفجأة أحسست بأن هناك إرادة وعزيمة قوية لم أكن أعرفها من قبل، وقررت حينها أن أحفظ كتاب الله مع التفسير, ووضعت خطة أسبوعية بأن لا يقل حفظي في الأسبوع عن حزب كامل مع التفسير, وأن أترك الكتابة والمطالعة التي كانت كل هدفي وطموحاتي, وبحمد الله استطعت أن أصل إلى هدف رسمته بفضل من الله ونعمة كبيرة عليّ, وأسأل الله أن يثبته في قلبي قولا وسلوكا وعملا. فالإرادة والعزيمة والإيمان بالله والتوكل عليه هي أهم مفاتيح النجاح!!!
وتذكر دائما: أنه إن لم يكن لك هدف محدد خاص بك، فسوف تعيش في أهداف الآخرين!!! فلماذا تترك نفسك فريسة لسيطرة الآخرين عليك، دون أن تقوم أنت بالسيطرة على نفسك بتحديد أهدافك؟ إن المرؤوسين الذين يعيشون في خنوع، يرددون مقولة " أنا عبد المأمور "، ليسوا في واقع الأمر إلا فاشلين، لأنهم لم يحددوا لأنفسهم أهدافا، وتركوا الأمور لمدرائهم يفعلون بهم ما يشاءون. أما الإنسان الذي لديه هدفا واضحا، فلن يرضخ لأية رغبة غير صحيحة، طالما لا تتماشى مع هدفه الذي يريد تحقيقه!!
يقول علماء التطوير الذاتي: قلما نجد من قام بتحديد هدفه، وفشل في تحقيقه!! أما بدون الإحساس بالهدف، فإننا ضائعون. فهذه دعوة للجميع، ومن الآن، بكتابة الهدف الذي يسعون إلى تحقيقه، والاستعانة بالله على ذلك، وسوف يحقق الله هذه الأهداف ما دامت النوايا خالصة لوجهه الكريم، بإذن الله.
ومن المستوى الفردي إلى مستوى المؤسسات والمنظمات. فأي مؤسسة أو منظمة – سواء عامة أو خاصة أو غير هادفة للربح – لابد لها من تحديد الهدف من وجودها بدقة، حتى تستطيع البقاء في السوق ومنافسة غيرها من الشركات! ولننظر مثلا إلى بعض من المؤسسات العامة القائمة الآن، نجد أنها فقدت الهدف الذي أنشئت من أجله، ولذلك فلم تعد تقوم بالدور الذي كان مرسوما لها القيام به وقت إنشائها! وهذا ما يحتم على مثل هذه المؤسسات أن تقوم بإعادة صياغة هدفها وطبيعة الدور الذي يجب لها أن تقوم به – إذا أريد لها البقاء في عالم الوجود!!
فلا يعقل أن تكون المؤسسات التي قامت لتخدم أهداف النظام الاشتراكي مثلا في إحدى الدول، أن تظل موجودة، وتحت نفس المسمى، إذا ما قامت الدولة بتغيير نظامها إلى النظام الرأسمالي مثلا!! فإذا كانت الدولة قد أنشأت بنكا – على سبيل المثال – لتمويل استثمارات الخطة الخمسية، وقت أن كانت تنهج مبدأ التخطيط المركزي، فمن غير المعقول أن يظل هذا البنك موجودا، دون تغيير مسماه أو الهدف من وجوده، إذا ما انتهجت الدولة العمل بمبادئ السوق الحر!! وإذا كان أحد الأجهزة قد أنشئ " للتعبئة العامة " وقت أن كانت الدولة تسير بمبدأ التخطيط المركزي، فلا يعقل أن يظل هذا الجهاز في ظل العمل بمبادئ السوق الحر تحت نفس المسمى أو الهدف!!! وهكذا!
نخلص من هذا أن القائمين على المؤسسات - على مختلف أنواعها – يجب أن يقوموا بتحديد دقيق للهدف المنوط بها، من أجل أن يتضح للعاملين طبيعة الدور الذي يكون عليهم القيام به، في سبيل تحقيق هذا الهدف.
أما في حالة عدم القيام بذلك، فلا ينتظر من أية مؤسسة تحقيق أي هدف منها يسهم في عملية التنمية التي تضطلع بها الدولة، بل ومن الممكن أن يكون دورها معوقا لعملية التنمية هذه. كما أن ذلك سيدفع كل فرد من موظفي المؤسسة – وبسبب من غياب الهدف العام لمؤسستهم – إلى السعي لتحقيق أهدافهم الخاصة على حساب أهداف المؤسسة ككل!! كما أن غياب الهدف يؤدي لتزايد الفساد، حيث لن يكون معلوما الهدف الحقيقي من عمل المؤسسة، ومن هنا فلن يخضع هذا العمل لمعايير المحاسبة والمساءلة.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
أهلا وسهلا بكم في مدونتي
إقرأ المزيد http://conda3ianllkhir.blogspot.com/2011/11/javascripthtml.html#ixzz2StogtHIM